هل حان الوقت أن ينضم طفلي إلى دار حضانة؟

هل نحن تواقين لدفع أطفالنا في الحضانات لأن الجميع يفعل ذلك؟ هل نشعر بالضغط لوضعهم على المسار الأكاديمي مبكرًا؟ أم أن بعض الآباء والأمهات يعتبرون اشتراك طفلهم في دار حضانة هو نوع من توفير "وقت فراغ" لأنفسهم؟ أيًّا ما كانت إجابة تلك الأسئلة، فكثير من الآباء يتساءل عن الوقت المناسب لإدخال أطفالهم الحضانة.

أن يكون طفلك مستعدًا للذهاب إلى الحضانة لا يتعلق فقط بعُمر طفلك ودرجة تطوره. فالاستعداد الاجتماعي والعاطفي والجسدي و المعرفي من العوامل الهامة التي تؤخذ بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار.

ماذا تضيف الحضانة إلى طفلي في مرحلة ما قبل الدراسة؟

إن الاطفال الذين يذهبون إلى دار حضانة في مرحلة ما قبل المدرسة يكونون بصفة عامة أفضل استعدادا لما يأتي بعد ذلك. عندما يحين الوقت للانضمام الى رياض الأطفال ، يكون هؤلاء الأطفال أكثر استعدادًا للتواصل مع الآخرين ، وجاهزين بمزيد من المهارات اللغوية و قاعدة معرفية أوسع.

ولكن ينبغي أن يعلم الآباء أن قيمة فترة الحضانة للطفل ليست فقط في المضي قدما على المستوى الأكاديمي. هذه  بعض الفوائد العظيمة الأخرى :

• التنشئة الاجتماعية هي أكبر استفادة يمكن اكتسابها من تجربةحضانات ما قبل المدرسة. الواقع أن بعض الدراسات تشير إلى أن المنزل المُحِب يوفر للطفل نفس فرصة النمو الجيدة التي يحظى بها في الحضانة. على أن الميزة الكبرى لدور الحضانة أنها تقدم للطفل فرصة كبيرة للتفاعل مع أقرانه
• طرح فكرة أن التعلم يمكن أن يكون ممتع هي فائدة أخرى حاسمة لدور الحضانة. قد لا يتعلم الاطفال الكثير خلال أنشطة دور الحضانة ، إلا أن هذه الأنشطة سوف تعلم الأطفال "كيف يتعلم" في المستقبل.
• تعليم الأطفال فكرة المشاركة والتضحية والعمل الجماعي تعد من أفضل الأشياء المستفادة من مرحلة دور الحضانة.

ما هي علامات استعداد طفلي للانضمام لدور الحضانة؟

حاولي التواصل مع الناس الذين يعرفون طفلك جيدا قبل اتخاذ قرار بشأن مدى استعداد طفلك لارتياد دار حضانة؛ إذ لا يوجد قائمة شروط معَدّة مسبقًا. نقدم هنا بعض النصائح حول كيفية تحديد ما إذا كان طفلك مستعدًا أم لا.

• العديد من دور الحضانة تتطلب من الطفل أن يكون مدَرَّب بشكل كامل على القعادة قبل اليوم الأول من الفصول.
• يجب أن يكون الطفل مستعدا لرعاية حاجاته الأساسية من استخدام المرحاض والتعامل مع ملابسه وغسل الايدي.
  
  

التطور المعرفي

• القدرة على استخدام اللغة (عادة ما يتم هذا في وقت ما بين الولادة وعمر 3 سنوات). انه يحتاج الى أن يكون قادرا على التعبير عن حاجاته الأساسية للمعلم أو الأم حتى وإن كان ذلك باستخدام لغة بدائية.
• القدرة على الالتزام بالتوجيهات البسيطة والحفاظ على مدى اهتمام مناسب (يمكنه مثلا من الاستماع إلى قصة من خمس دقائق).
  
  

التطور الاجتماعي

• ابداء اهتمام في التعامل مع الأطفال الآخرين.
• القدرة على اللعب مع شريك واحد على الأقل؛ فكلما شارك الأطفال في نشاطات جماعية ، فإنهم يبدأون بالاستمتاع بدار الحضانة
  
  

التطور العاطفي

• القدرة على التعامل مع فكرة الانفصال عن الأهل. الطفل الذي يبكي باستمرار طوال فترة انفصاله عن والدته قد لا يستفيد من الالتحاق بدار الحضانة. يشير الخبراء في هذا الشأن إلى أن تمضية الوقت في المنزل مع رعاية أحد الوالدين الذي يُعَرِّض الطفل إلى الفرص التعليمية والاجتماعية قد يكون أفضل.

هل يعتبر ذهاب طفلي إلى دار حضانة حتميًا؟

فكّري بعناية في هدفك من إرسال طفلك إلى دار حضانة؛ إذا كنتي فقط تريدين ذلك لجعله جاهزا لمرحلة رياض الأطفال فقد تبيَّن من دراسة أجراها المعهد القومي لصحة الطفل والتنمية البشرية ، أن الطفل يؤدون أفضل ما لديهم إذا تلقوا الرعاية من قبل شخص هو حقيقي مهتم بنموه وتطوره ، شريطة أن يساعده على القيام بمجموعة متنوعة من الأنشطة المناسبة للعمر.

أما إذا وجدت أن الأسباب الرئيسية التي تدفعك لإرسال طفلك إلى الحضانة هي انه يبدو حريصا على تعلم واستكشاف أشياء جديدة، أو تحول المنزل إلى مكان يشعره بالملل ، أو يبدو انه على استعداد لمزيد من التفاعل مع الأطفال الآخرين ، فربما يكون هذا هو الوقت المثالي لارتياد دار حضانة. في النهاية يعتمد هذا على مدى استعداد كل من الأم وكذلك الطفل.

سوف ينخرط أطفالنا في المدرسة لسنوات عديدة. أيام ما قبل المدرسة هي الأيام التي تذهب بسرعة كبيرة جدا ولا يمكن ابدا تعويضها. إذا كان طفلك يستمتع ويستفيد من تجربة الحضانة، فذلك أمر رائع. أما إذا كان الطفل غير راضٍ عن ذلك ، يُفضل أن تبحثي عن خيارات أخرى.

وأخيرُا، قد تضطرين لخوض التجربة كي تستطيعين أن تقرري ما إذا كان طفلك مستعدًا لارتياد دار حضانة أم لا. اذا لم يتأقلم مع الروتين في غضون شهر أو شهرين ، فإنه / إنها قد لا يكون مستعدًا بعد.