يعد الحديث عن الجنس واحدة من أكثر المهام التي يخشاها الأهل لكن التربية الجنسية تعد جزءًا أساسيًا من تطور الطفل والطريقة المثلى للمواجهة تكون عن طريق الإجابات الصريحة المتناسبة مع سن الطفل. تبدأ التربية الجنسية في أي وقت. اجعلي أسئلة طفلك هي التي تتحكم في مقدار الحديث عن الموضوع. يجب الإجابة عن هذه الأسئلة وقت طرحها لإشباع الفضول الطبيعي الموجود لدى الأطفال أثناء نموهم.

ماذا تتوقع

الأطفال كائنات بشرية ولذا فلديهم شق جنسي في تكوينهم. حتى الرضع لديهم فضول فيما يتعلق بأجسادهم وهذا شيء طبيعي وصحي.

مع تعلم الأطفال المشي والكلام يبدأون أيضًا في التعلم عن أجسادهم. عندما يسأل طفلك أسئلة حول جسده أو جسدك لا تضحك أو تشعر بإحراج بل قدم إجابات مباشرة مناسبة لمرحلته العمرية. لا تعط تفاصيل أكثر إلا حينما تزداد أسئلة طفلك حول التفاصيل.

إذا طرح السؤال في وقت غير لائق يمكنك أن تعطي إجابة مقتضبة مع وعد باستكمال الموضوع لاحقًا، ويكون من المهم في هذه الحالة أن تستكمل إجابتك فعلاًُ في وقت لاحق.

هل يوجد وقت مناسب لمثل هذا الحديث؟

التربية الجنسية ليست حديث يقال في مرة واحدة. قم باستغلال مواقف الحياة اليومية للحديث مع طفلك. على سبيل المثال إذا كان هناك حمل بالأسرة أخبر طفلك أن هناك مكان خاص داخل الأم يعيش فيه الطفل حتى يكون جاهزًا للقدوم إلى الحياة.

ابدأ التربية الجنسية بتعليم الطفل الأسماء الصحيحة لأعضائه التناسلية – ربما يكون وقت الاستحمام مناسبًا لذلك. في كل أسرة يكون هناك اسم لهذه الأعضاء حتى وإن كان مختلف عن الاسم التشريحي، واختيار اللغة المناسبة يكون متروك للأهل. تعد هذه فرصة كذلك لتعليم الأطفال أي الأعضاء يتميز بالخصوصية.

إذا لم يسأل الطفل أي سؤال عن هذا الموضوع حتى سن الخامسة فلا تتجاهل الأمر تمامًا. قد يكون من الأحرى تقديم كتب تتناول الموضوع بشكل ملائم لنمو طفلك.

السيناريوهات الأكثر شيوعًا

طفلك يسألك "لماذا لا يمتلك الجميع قضيبًا؟"
حاول أن تستخدم إجابات بسيطة مثل "أجساد الأولاد تختلف عن أجساد البنات" أو "هذا من الأشياء التي تجعلك تفرق بين الولد والبنت".

طفلك يسألك "لماذا لديك شعر في هذا المكان؟"
أيضًا اجعل إجاباتك بسيطة مثل "شكل أجسادنا يتغير حين نكبر" أو "إن من الطبيعي لدى الأشخاص الكبار أن يمتلكوا شعر في أماكن خالية من الشعر لدى الأطفال خاصة تحت الإبط وبين الفخذين وفي الوجه عند الرجال".

وجدت طفلك يلمس أو يفرك أعضاءه الخاصة
يبدأ الأطفال في استكشاف أجسادهم في سن مبكرة ويعبر العديد من الأطفال الدارجين عن فضولهم بلمس تلك الأعضاء. هم يفعلون ذلك من أجل الراحة وليس من أجل الشعور بالنشوة؛ لذا لا يجب عقابهم أو جعلهم يشعرون بالخجل من اهتمامهم بأجسادهم. يمكنك أن توجهه قائلاً "هذا التصرف قد يدنس يدك وليس مقبول اجتماعيًا". يجب عل الأهل تشتيت انتباه الطفل إلى أشياء أخرى إذا اهتم بهذا الأمر بشكل زائد عن الحد.

وجدت طفلك يشاهد الأعضاء الخاصة بالأطفال أصدقائه (لعبة الطبيب)
حول الثالثة أو الرابعة من العمر يدرك الأطفال أن أجساد الأولاد تختلف عن أجساد البنات ويرغبون في استكشاف الفروق. هذا الاستكشاف لا يحمل في طياته خطورة طالما كان بين الأطفال وغالبًا ما يكون تواجد أحد الوالدين كافيًا لوقف تلك الألعاب. حاول أن تحول انتباه طفلك إلى نشاط آخر ثم اشرح له لاحقًا أنه رغم تفهمك لفضوله في معرفة شكل جسد أصدقاءه إلا أن الناس ينتظر منهم دائمًا تغطية أجسادهم في المواقف العامة.
يعد هذا العمر أيضًا عمر مناسب لأن تقول لطفلك أن جسده ملكه وأن له الحق في الخصوصية. علمه أنه إذا شعر أن أحدًا ما يلمسه بطريقة سيئة أو غريبة يجب أن يأمره بالتوقف ثم يخبرك بما حدث.

الملخص

الحديث عن الجنس مع طفلك ليس بالمهمة السهلة. النهج الأفضل هو استخدام إجابات مباشرة تتناسب مع المرحلة العمرية دون الدخول في تفاصيل زائدة من شأنها أن تزيد من حيرته. يجب أن تكون جاهزًا للرد على أي تساؤل يدور في خلد طفلك حتى إذا شعرت بغرابة الموقف.

وأخيرًا تستطيع الكتب مساعدتك في تقديم مفهوم الجنس لطفلك أو شرح ما سبق وأن قدمته له من معلومات. تفقد المكتبة واختر كتب تناسب المرحلة العمرية وقم بقراءتها مع طفلك ثم افتح المجال للأسئلة. يجد الآباء والأمهات صعوبة في اختيار الكلمات ولذلك تلعب الكتب دورًا مساعدًا في غاية الأهمية.

عام بعام: ما يتوقع أن يعرفه الأطفال عن الجنس