تشير الأبحاث أن المشاركة في الألعاب الرياضية تؤثر تأثيرًا إيجابيًا في نمو وتطور أطفالنا، حيث يمكن لهذه الأنشطة أن تعزز اللعب التعاوني ، والعمل الجماعي ، والروح الرياضية الجيدة في الوقت الذي تساعد فيه على صقل المهارات الحركية. تساعد الرياضة أيضا في التواصل مع الأطفال الآخرين، بالإضافة إلى تنمية الثقة بالنفس وتعزيز إحساس الطفل بأنه شخص مؤثر يستطيع إنجاز مهام بالحياة.

التوقيت المناسب

حينما تتخد قرار بإلحاق طفلك بأحدى الفرق الرياضية حاول أن تقيّم أولاً مدى جاهزية طفلك بدنيًا ونفسيًا، فالاشتراك المبكر يمكن أن يكون محبطًا للجميع ويتسبب في هجر الطفل للرياضة للأبد.

في الأغلب يطور معظم الاطفال المهارات الجسدية المناسبة وقدرة التركيز اللازمة للاستماع إلى التوجيهات وفهم قواعد اللعبة حول سن السادسة أو السابعة.

بالطبع لا يعني هذا أن الأطفال الأصغر سنًا لا يستطيعون ممارسة الرياضة، فالرياضة ممتعة للجميع لكن يجب أن تبتعد عن فكرة المنافسة في هذا السن وتقترب أكثر من فكرة توفير فرص للطفل الصغير كي يتحرك ويلهو؛ فاللهو واللعب في هذه المرحلة العمرية تكون أهم من المنافسة الرياضية المنظمة التي تهتم بالنتائج أكثر من فكرة اللهو نفسها.

الرياضة المناسبة

الرياضة الأفضل لطفلك هي الرياضة التي يستمتع ويبدي طفلك اهتمامًا بها. اسمحي لطفلك أن يمارس عدة أنواع قبل أن يستقر في اللعبة التي يفضلها.

عند اختيار نوع الرياضة تأكدي من مناسبتها لمزاج طفلك، فبعض الأطفال يميلون أكثر إلى ممارسة الألعاب الجماعية بينما يشعر البعض الآخر بارتياح تجاه الألعاب الفردية. الألعاب الرياضية متعددة وتتسع للجميع.

قد لا يهتم طفلك مطلقًا بالرياضات التنافسية والفرق الجماعية لكن بإمكانك رغم ذلك إلحاقهم بأنشطة غير تنافسية تمكنهم من أن يمارسوا نشاط بدني لمدة لا تقل عن ستين دقيقة يوميًا.

قبل الإشتراك

تذكر أن إلحاق طفلك برياضة منظمة يحوي التزامًا ضمنيًا من جانبك بأن توفر له المعدات ووسيلة الانتقال و الدعم المستمر. لذلك – وقبل أن تتخذ القرار – فكر في مدى تأثير التدريبات والمباريات على الحياة اليومية لطفلك ولباقي أفراد الأسرة.

• هل طفلي جاهز بدنيًا؟ ينبغي أن يخضع الطفل لفحص طبي قبل البدء في أي برنامج للياقة البدنية أو الرياضية.

• ما مدى التأثير على مقدار الوقت الذي يحتاجه طفلك للواجبات المنزلية مثلاً، والأنشطة الأخرى ، والوقت مع الأهل والأصدقاء؟

• من المهم أن يتمتع الأطفال بوقت للراحة والتفكير الخلاق واللعب الحر دون التقيد بالتزامات حتى يتمكنوا من العودة بنشاط لممارسة أنشطتهم المختلفة.

• كيف تؤثر هذه الرياضة على خطط العائلة؟ مثل لعب المباريات أثناء عطلة نهاية الأسبوع مثلاً.

• إذا كان لديك أطفال آخرين منتظمون في ألعاب أخرى، كيف يمكنك التنسيق بين المواعيد والتنقلات؟

الدور الخاص بك أثناء الموسم الرياضي لطفلك

ربما يكون أهم مبدأ يتعلمه طفلك من المشاركة في الألعاب الرياضية هو تعلم كيفية اللعب النظيف. ووفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين فإن ولياء الأمور يتحتم عليهم المشاركة بإيجابية للوصول إلى هذا المبدأ. يمكنهم أن يكونوا إيجابيين عن طريق الآتي:

• تقديم الدعم المعنوي وردود الأفعال الإيجابية للأطفال

• حضور بعض المباريات ، والحديث عنها فيما بعد

• محاولة جعل توقعاتهم لأطفالهم واقعية

• التعرف على قواعد الرياضة التي يمارسها الطفل

• السماح لطفلك بالحديث معك عن تجاربه مع المدرب وأعضاء الفريق الآخرين

• مساعدة طفلك على التعامل مع الإحباطات وخيبة الأمل المصاحبة للخسارة مع تقديم نموذج في التصرف المحترم

هذه هي المبادئ التوجيهية العامة التي يجب اتباعها قبا إلحاق الطفل في رياضة بعينها، مع مراعاة أن الأطفال ينضجون بمعدل مختلف وفريد فاحرص على تقييم قدرة طفلك ولا تجبره على المشاركة في رياضة لا يستمتع بها.