لم تكتف الدراسات بإظهار المزايا الصحية للأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بالمقارنة مع أقرانهم الذين يتغذون على لبن الأبقار أو اللبن الصناعي، بل أشارت دراسة حديثة منشورة في عدد ديسمبر من دورية Pediatrics إلى أن الرضاعة الطبيعية قد يكون لها تأثيرًا إيجابيًا على المستوى الأكاديمي في وقت لاحق من العمر.

وكان الهدف الأساسي من الدراسة التي استمرت لعشرة أعوام هو البحث في العلاقة بين مدة الرضاعة الطبيعية والأداء الدراسي؛ وقد قام الباحثون الأستراليون بمتابعة 2800 طفل ولدوا ما بين عام 1989 وعام 1992 ، وأظهرت النتائج أن الأولاد الصغار الذين تم إرضاعهم رضاعة طبيعية لحوالي ستة أشهر أو أكثر قد حصلوا على درجات أعلى بشكل ملحوظ في الاختبارات المعيارية للرياضيات ، والقراءة والتهجئة عند سن العاشرة ، مقارنة مع الفتيان الذين تم إرضاعهم رضاعة طبيعية لفترات أقصر. ولم تظهر النتائج فروق ملحوظة بين الطالبات الإناث.

ولاحظ الباحثون أن العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم قد تساعد على تحفيز قدرة الدماغ. وذكروا أيضا أن هذا يضيف إلى الأدلة المتنامية بأن الرضاعة الطبيعية لها آثار مفيدة على نمو الطفل.

وبالرغم من ذلك فقد وصف بعض النقاد نتائج الدراسة بالمضللة وأشاروا إلى ان الدراسة تعاني العديد من المشاكل التي عانت منها مثيلاتها طويلا في هذا المجال من البحث ألا وهي أن الامهات اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية عادة ما يكن أنضج ، وأذكى ، وأكثر ثراء و تعليما من الأمهات اللاتي لا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية؛ ويشير النقاد أن تلك المشاكل تجعل من الصعب على الباحثين تحديد ما إذا كان الأطفال الذين كانوا يرضعون رضاعة طبيعية قد حققوا نتائج أفضل في الاختبارات الأكاديمية فقط بسبب الرضاعة الطبيعية أم لأن لديهم قدر أكبر من المزايا الاجتماعية والاقتصادية.

عبر WebMD