حاليا لا توجد في مصر توجيهات واضحة حول كيفية تعليم الأطفال الموهوبين؛ فالمجهودات التي تتم لمساعدة الموهوبين متفرقة وتعتمد على تقديرات المعلمين والمدارس كل على حدة؛ وغالبًا ما تبدأ المدارس تطبيق برامج الموهوبين فقط عند طلب الآباء.

الناس غالبا ما يعتقدون أن الأطفال الموهوبين سيكونون نابغين في المدرسة، الواقع هو أن العديد من هؤلاء الأطفال يشعرون بالملل، وإذا كان المنهج سهل جدا بالنسبة إليهم، فقد يفقد قيمته وبالتالي يتقاعسون عن تحقيق المطلوب، ويمكن أيضًا أن يصيبهم الاكتئاب. أحيانًا يتم تشخيص بعض الأطفال بمرض فرط النشاط بشكل غير صحيح نتيجة أن التململ يؤدي إلى مشاكل سلوكية. ومن المرجح أيضا أن يواجه الأطفال الموهوبين بعض المشاكل الاجتماعية لأن لديهم اهتمامات مختلفة عن أقرانهم، وبالتالي فإنهم غالبا ما يشعرون أنهم مُبعَدون عن زملائهم، ويمكن أن يكونوا محلاَّ للسخرية.

لتلبية احتياجات الموهوبين من الطلاب ينبغي على المدارس أن تضم برامج لمساعدتهم على الإلمام بالمفاهيم الهامة في مختلف المجالات، وتطوير المهارات والاستراتيجيات التي تتيح لهم أن يصبحوا أكثر استقلالية ، وإبداع ، وقدرة على تطوير الحماس للتعلم. البعض قد يستفيد أيضا من قضاء وقت مع أقران على قدر متشابه من الموهبة.

ينبغي للبرامج والفصول المخصصة للأطفال الموهوبين الحرص على تحفيز مناطق القوة الخاصة بهم، وينبغي كذلك أن يقوموا بتشجيع المزيد من الإبداع والقدرة على الابتكار؛ بالطبع، هذه هي ذات الأشياء التي ينبغي توفيرها لجميع الأطفال. ما يميز البرامج التعليمية المخصصة للأطفال الموهوبين هي إيقاعها التعليمي المتسارع وزيادة اتساع وعمق الموضوعات التي تتناولها.

إلا أن المدارس والآباء والأمهات على حد سواء غالبا ما يواجهون تحديات لتوفير الخدمات الملائمة والتحفيز المناسب للأطفال الموهوبين؛ لدرجة أن بعض المعلمين يعتبرون التفكير النقدي والمهارات التحليلية لدى الأطفال الموهوبين مصدر إزعاج يفضلون عدم مواجهته. كذلك فإن بعض المهارات اللغوية، والمفردات الواسعة ، والقدرة والرغبة في السؤال عن الحقائق التقليدية والاستنتاجات قد تثير غضب بعض المعلمين والأقران من الطلاب، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل اجتماعية تحتاج إلى تطوير مهارات اجتماعية أفضل.

ينبغي للمدارس توظيف معلمين مدربين على العمل مع الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات إذا كان ذلك ممكنا. كما يفضل جلب الطلاب الموهوبين معا لعدة ساعات يوميا للسماح لهم بالعمل مع الطلبة الموهوبين الآخرين تحت قيادة معلم. يمكن أيضًا تجربة أفكار أخرى مثل الدراسة المستقلة، والفصول الخاصة، والاستفادة من الموارد خارج المدرسة (مثل الحصول على دورات بالكليات).

في حال ما إذا كانت مدرستك لا تقدم خدمات معينة للأطفال الموهوبين بجانب الدورات المتقدمة، قد تحتاج للبحث عن بعض الأنشطة خارج حدود المناهج التعليمية تناسب طفلك الموهوب.

راجع أيضًا:

ما هي الموهبة

تحديد الطفل الموهوب

الفهم الأعمق للموهبة

مساعدة طفلك الموهوب 

لمصدر: الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال
موقع بيبي سنتر أرابيا
مجموعة من مقالات الرابطة الوطنية للأطفال الموهوبين